کد مطلب:354690 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:188

فإن قیل: هل من وجه احتمال توجه به أخبار القصة
وهل بعد ذلك كله من وجه احتمال توجه به أخبار القصة علی فرض

صحتها سندا، لا سیما و القصة مشهورة بین العامة، و بها روایات عن طریق الخاصة و إن كانت شاذة؟ قلت: قد اشتملت الأخبار المذكورة علی ما لا یجوز تصدیقه بحال من الأحوال: كالذی رووه من إرسال الإمام علیه السلام إیاها ببرد " لینظر إلیها " و أنه أمر بها " فزینت " أو " فصنعت " و نحو ذلك. و الدلیل علی ذلك واضح. ومن وفاتها علی عهد معاویة... بدلیل ثبوت وجودها فی واقعة الطف و مواقفها المشهودة فیها: و علیه، فالتی ماتت ولدها زید معا فی یوم واحد... وصلی علیهما فلان أو فلان... هی زوجة أخری من زوجات عمر، سواء كان اسمها أم كلثوم - فقد كان غیر واحدة من زوجاته اسمها أو كنیتها أم كلثوم - أو لم یكن. و یؤكد هذا الاحتمال - علی فرض صحة الأسانید - روایات أبی داود و النسائی وغیرهما... و علی هذا فلا مستند لما قالوا من أن أم كلثوم بنت الإمام علیه السلام ولدت لعمر " زیدا "... إذ لیس إلا الأخبار المذكورة، وقد عرفت حالها... كما أنه لا مستند لما ذكروا من أنها ولدت له بنتا... مع اختلافهم فیها و فی



[ صفحه 58]



اسمها... و یؤكد ذلك ما ذكره غیر واحد من علماء الإسلام من أن عمر مات عنها صغیرة! منهم الشیخ أبو محمد النوبختی من قدماء العلماء الإمامیة حیث قال فی كتاب الإمامة له: " إن أم كلثوم كانت صغیرة، و مات عمر قبل أن یدخل بها " [1] و منهم: الشیخ أبو عبد الله محمد بن عبد الباقی الزرقانی المالكی - المتوفی سنة 1122 ه‍ - [2] فإنه قال فی معنی قرابة النبی صلی الله علیه وآله وسلم:

" والمراد بالقرابة من ینتسب إلی جده الأقرب وهو عبد المطلب لقوله: من صنع إلی أحد من ولد عبد المطلب یدا فلم یكافئه بها فی الدنیا فعلی مكافاته غدا إذا لقینی. رواه الطبرانی فی الأوسط عن عثمان - رضی الله عنه -. فخرج بذلك من انتسب إلی من فوق عبد المطلب، كأولاد عبد مناف، أو من یساویه كأولاد هاشم إخوة عبد المطلب، أو انتسب له ولا صحبة له ولا رؤیة. ولعله لیس بمراد ممن صحب النبی منهم أو رآه من ذكر أو أنثی. وهو علی وأولاد الحسن و الحسین و محسن - بمیم مضمومة فحاء مفتوحة فسین مكسورة مشددة مهملتین - و أم كلثوم زوجة عمر بن الخطاب، ومات عنها قبل بلوغها، فتزوجها عون بن جعفر فمات عنها، فتزوج بأخیه محمد ثم مات، فتزوجها أخوهما عبد الله ثم ماتت عنده. ولم تلد لواحد من الثلاثة سوی لمحمد ابنة ماتت صغیرة، فلاعقب لأم كلثوم، كما قدم المصنف فی المقصد الثانی " [3] .



[ صفحه 59]



وقد یشهد به علی فرض ثبوت أصل التزویج إصرار عمر علی أن الغرض من خطبته أن یكون صهرا للنبی صلی الله علیه وآله وسلم... وقوله فی بعض الألفاظ: " أحب أن یكون عندی عضو من أعضاء رسول الله " و تأكیده فی بعض آخر: " إنی لم أرد الباه "...


[1] بحار الأنوار 42 / 91.

[2] توجد ترجمته في سلك الدرر في أعلام القرن الثاني عشر 4 / 32.

[3] شرح المواهب اللدنية - مبحث قرابة النبي 7 / 9.